أسماء زوجات الرسول محمد و عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
زوجات الرسول، للسيرة النبوية نواحي كثيرة ومعلومات مهمة نستعرضها لكم خلال سطور هذا المقال، وفي ذلك التقرير سوف نتعرف على زوجات الرسول محمد صل الله عليه وسلم، حيث تزوج النبي صل الله عليه وسلم بتسع سيدات وهن أمهات المؤمنين، وله سبعة من الأبناء منهم ثلاثة ذكور وأربعة إناث.
زوجات الرسول
زوجات النبي محمد صل الله عليه وسلم يطلق عليهنّ أيضًا أمهات المؤمنين وذلك تكريمًا لشأنهنَّ وأيضًا إعلاءً لقدرهنَّ، ولقد شرفهنَّ الله سبحانه وتعالى بذلك وقال: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6]، وأسماء أمهات المؤمنين كالتالي وفقًا لترتيب زواج الرسول صل الله عليه وسلم منهن:
-
أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.
-
السيدة سودة بنت زمعة.
-
السيدة عائشة بنت أبي بكر.
-
السيدة حفصة بنت عمر.
-
السيدة زينب بنت خزيمة.
-
السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية.
-
السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.
-
السيدة جويرية بنت الحارث التي كان اسمها برة، فأطلق عليها النبي صل الله عليه وسلم اسم جويرية.
-
السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية.
-
السيدة صفية بنت حيي بن أخطب.
-
السيدة زينب بنت جحش.
هل تعد مارية القبطية من زوجات الرسول؟
لقد وُلِدت السيدة ماريا القبطية أم إبراهيم في مصر، والتي أهداها المقوقس، وهو حاكم مصر في ذلك الوقت، للرسول صلّ الله عليه وسلّم، وذاك في العام السابع للهجرة.
والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، قال في حوار له عن السيدة ماريه « إن المقوقس حاكم مصر أهدى السيدة ماريه للنبي لأنهم كانوا يستشعرون أنه نبي فارسل له سرين وماريه وأرسل له بغلة اسمها لدلد وأرسل له زق أي «بلاص عسل» من بنها، فلما جاء عرض الإسلام عليهما “مارية وأختها سيرين” فأسلمت مارية، وظلت سيرين على مسيحيتها، فاستخلص الرسول صل الله عليه وسلم مارية لنفسه وأعطى سيرين لحسان بن ثابت، فلما أسلمت مارية عليها السلام أسكنها العالية قبل قباء، وكان يختلف إليها النبي، أي لم تكن في حجرات أمهات المؤمنين، فحملت وولدت إبراهيم، ومات إبراهيم، كما مات كل أبناء الرسول الذكور وعلة ذلك عدم استمرار النبوة لأحد بعد الرسول صل الله عليه وسلم».
وواصل قائلاً : لما ولدت مارية إبراهيم قال أعتقها ولدها، عندما كان سيدنا إبراهيم حيًا، لكنه مات، والسيدة مارية كانت لا تزال في الرق لكونها ملك يمين، لكن علماؤنا واختيارنا أنه لا بأس أن تعد من أمهات المؤمنين، والحكم جاري عليها، فلما مات رسول الله صل الله عليه وسلم لم توزع في التركة ولم تتزوج غيره، فأمهات المؤمنين يقع العقد باطل أن تتزوج غير رسول الله ولم يحدث ومنهن مارية أن تتزوج أية زوجة لرسول الله وباتفاق على أنها لا تتزوج بعد رسول الله فهذا محل اتفاق واجماع من الأمة إذا من هذا المنطلق ولأنها لم تتزوج أصبحت كأنها من أمهات المؤمنين، وبعض الكتب لم تعد مارية باعتبارها ملك يمين، لكن حكمها حكم أمهات المؤمنين، فإذا الحكم واحد لكن الدرجة مختلفة، ومن الجدير بالذكر أنّ السيّدة مارية القبطية لا يُطلَق عليها لقب (أمّ المؤمنين) كباقي زوجات الرسول؛ وذلك لأن كلّ امرأة عقدَ عليها الرسول صل الله عليه وسلم ودخل بها فهي من أمهات المؤمنين، أمّا السيّدة مارية القبطية رضي الله عنها فهي تعد من إماء النبي صلّ الله عليه وسلّم، وهي ليست من زوجاته.
ولقد توفّيت السيدة مارية القبطية رضي الله عنها أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر محرّم في العام السادس عشر من الهجرة، كما دُفنت في البقيع.
ما سبب تعدد زوجات النبي
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، وهو عضو هيئة كبار العلماء، كانت أم المؤمنين السيدة خديجة هي أولى زوجات النبي وتوفيت في حياته صل الله عليه وسلم وكان له اثنتان هما سيرين وأختها مارية القبطية والتي قد أهداها إليه المقوقس حاكم مصر ودخلت في الاسلام.
وواصل الدكتور هاشم حديثه عن سبب تعدد زوجات النبي قائلًا: كن بذلك العدد لأن رب العزة أعد نبيه لرسالة عالمية لجميع من على ظهر الارض وخاتمة ليس بعدها رسالة فلابد أن تنتشر أحكام الشريعة بين جميع النسا، وكان فقه المرأة يتطلب مشاركة المرأة في تبليغ الأحكام لكل بنات جنسها وأحيانًا كانت تأتي النبي المرأة وتسأله عن أمر ما ويجيبها فلا تستطيع أن تفهم ذلك وهو لا يستطيع أن يقوم بتفسير الحكم خاصةً إذا كان الحكم خاصًا بالمرأة وخاصًا بأحكام الحيض ونحو ذلك فتاتي إحدى أمهات المؤمنين وتفسر لها لخان المرأة مع المرأة لا يكون هناك حرج ومن هنا كان تعدد الزوجات خصوصية له وليس لأحد أن يتزوج أكثر من أربعة إلا النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأنه كان يحتاج إلى نشر الإسلام وتوثيق العلاقات بالزواج بالبائل والبطون وجميع الناس ولأنه أيضا كان لكل واحدة حكمة.
مكانة زوجات النبي
أمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ جميعًا هن زوجات رسول الله وأفضل الزوجات على الإطلاق، وفي ما يلي توضيح بعضِ الأسباب التي تدل على مكانتهنّ، وتظهر أفضليتهنّ:
-
لقد خصّهنّ الله سبحانه وتعالى بنزول الوحي، حيث نزل في بيوتهنّ؛ بقوله: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ وَالْحِكْمَةِ).
-
كما حرّم الله بعد الرسول نكاحهنّ، بقوله سبحانه: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا).
-
وصفهنّ الله سبحانه من فوق سبع سماوات بالزوجيّة؛ بقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ)، ويعد ذلك دليل على الإنسجام بالإضافة للتوافق في علاقتهنّ مع رسول الله.
حقوق زوجات النبيّ على المسلمين
تُعَد أمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ، هن زوجات النبي صل الله عليه وسلم الله في الدنيا، وأيضًا في الآخرة؛ ولذلك ينبغي على كل مسلم توقيرهنّ، وأيضًا احترامهنّ، بالإضافة إلى مَحبتهنّ في الله، وقول رضي الله عنهنّ عند ذِكرهنّ، وأيضًا الدفاع عنهنّ، وكذلك التصدّي لكلّ من يقول عنهن ما ليس فيهن .
الحكمة من تعدُّد زوجات النبيّ
تعدُّد زوجات النبي هو وحيٌ، وهو أيضًا أمرٌ من الله، والذي دلت عليه العديد من الآيات، ومنها قوله سبحانه وتعالى: ( لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا)، وبدراسة سيرة الرسول صلّ الله عليه وسلّم، وطريقة زواجه بنسائه، يتضح أنّ سبب تعدُّد زوجات النبي مُتعلِّقٌ بمجموعة من الحِكَم والتي يمكننا إجمالها فيما يأتي:
-
الحكمة التعليميّة: تُعَتبر النساء هن نصف المجتمع، وهنّ أيضًا في حاجة إلى من يجيب على تساؤلاتهن والتي تتعلق بهنّ كنساء؛ مثل الحَيض، والنَفاس، وغيرها من الأمور الزوجيّة، ولا تتغلب كل النساء على حيائها لكي تسأل النبي صل الله عليه وسلم في شيء، وما كان يمكن لرسول الله صل الله عليه وسلم الإجابة عن كلّ سؤال بكل تفاصيله عن المرأة؛ فقد كان النبي حَيِيًّا؛ لذلك فهو أعد بزواجه داعيات وعالمات بأمور دينهنّ، ويمكنهن الإجابة عن أسئلة النساء الدقيقة.
-
الحكمة التشريعيّة: لقد كانت تنتشر عادة التّبني بين العرب وخاصةً عند مجيء الإسلام، وكان الرسول صل الله عليه وسلم قد تبنّى زيد بن حارثة، وشاءت القدرة الألهية إبطال تلك العادة وأيضًا إبطال آثاره، ولأجل أن يكون ذلك الحكم واضحًا في جميع أذهان المسلمين؛ فقد أمر الله سبحانه وتعالي النبيَّ بالزواج من زينب بنت جحش، وهي كانت طليقة ابنه بالتبني زيد بن حارثة؛ وكان ذلك الزواج هو أمرًا إلهيًا وأيضًا يعد تشريعًا جديدًا يقضي بحرمة التبني ويبطل أثره.
-
الحكمة الاجتماعية: إنّ ما يتم بعد الزواج من نسب ومصاهرة، ، كفيل بأن يربط القلوب ويجمعها برباطٍ وثيق، كزواج رسول الله من أمهات المؤمنين: عائشة، وحفصة رضي الله عنهما؛ وذلك حُبًّا بأبويهما.
-
الحكمة السياسية: لا تؤلّف تلك المصاهرة والزواج بين القلوب على مستوى الأشخاص فقط، بل أن له أثرًا على مستوى القبائل والعشائر، ومن المُتعارَف عليه في ذلك الوقت هو نُصرة الصهر والنسيب، وحمايته، بالإضافة إلى الالتفاف حوله، وقد كان هذا مَدعاةً لزواجه صلّ الله عليه وسلّم من أمّهات المؤمنين مثل: جويريّة، وصفيّة، وأم حبيبة رضي الله عنهنّ.